Annotations au trois Fondement de Cheykh Najmy حفظه الله
المتن : اعلم رحمك الله أنه يجب علينا تعلم أربع مسائل :
الأولى : العلم ، وهو معرفة الله ، ومعرفة نبيه ، ومعرفة دين الإسلام بالأدلة [1] .
[1] قَولُه : ( اعلم رحمك الله ) أولاً كلمة ( اعلم ) هو استثارة لانتباه الشخص .
قولــه : ( رحمك الله ) هذه دعوة من المؤلف رحمه الله تعالى .
قولــه : ( أنه يجب علينا ) أي نحن المكلفين .
قولـه : ( تعلم أربع مسائل ) هذه المسائل هي الملخصة من سورة العصر وهي :
أولاً : العلم :
والعلم هو معرفة الله ومعرفة نبيه ، ومعرفة دين الإسلام بالأدلة ، لأن الله سبحانه وتعالى يقول مقسماً على ذلك : ] بسم الله الرحمن الرحيم * وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإنْسَانَ لَفِي خُسْر [ (سورة : العصر2،1) . أقـسم الله على أن
كل إنسان خاسر ولا يستثنى من ذلك إلا من استثناهم الله عز وجل بقوله : ] إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا [ .
الإيمان : هو التصديق ، والتصديق لابد من أن يكون بشيء سبق العلم به أي أن الإيمان : يقتضي شيئاً يصدق به وهو التصديق بشيء معلوم وهو ما علمته ، فالعلم لابد أن يكون قبل القول والعمل ، إذن آمنوا بأي شيء : آمنوا بالله .
أولاً : الإيمان بوجوده وربوبيته .
ثانياً : الإيمان بألوهيته .
ثالثاً : الإيمان بأسمائه وصفاته وكونه هو المنفرد بسياسة هذا الكون .
فالعلم فسره المؤلف بقوله : الأولى : العلم :
العلم يقال له : ] إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا [ يعني علموا وصدقوا . استنبط الشيخ من ] إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا [ العلم يعني أنهم عملوا وصدقوا بذلك العلم فالإيمان مستلزم للعلم لأن الإيمان الذي هو التصديق لا يكون إلا بمعلوم .
قولـه : (وهو معرفة الله) ، كيف تعرف الله ؟ الجواب : معرفة الله عز وجل من الناحية الإجمالية تثبت بالفطرة فكل مخلوق يعلم أن الله خلقه ، ومن أنكر ذلك كالملحدين فإنه ينكر في الظاهر ، وهو في باطنه مستيقن بأن الله هو الذي خلقه ، أما معرفة الله بالتفصيل فهذا لا يمكن إلا من طرق الرسل الذين أرسلهم الله إلى بني آدم ، قال تعالى : ] يَا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ [ (لأعراف:35) .
إذاً معرفة الله بالتفصيل لا يمكن لأحد إلا من طريق الرسل صلوات الله عليهم ، وفي شريعتنا من كتاب وسنة قد جاء ما يكفي ويشفي ، بين الله عز وجل في كتابه الذي أنزله على رسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وهو القرآن ، بين فيه كل شيء ومن ضمن ذلك ، وأعظم شيء فيه وأهم المهمات معرفة الله ، عرفنا الله بنفسه من خلال آياته الكونية وآياته القرآنية قال تعالى : ] إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً [ (فاطر:41) وقال تعالى : ] وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُون [ (الزمر:67) . إلى غير ذلك من الآيات التي عرفنا الله فيها بنفسه قال تعالى : ] سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ [ (فصلت:53) .
وإذاً فقد عرفنا الله بنفسه بأن له ذاتاً وأن له صفاتاً وأنه هو الإله الحق الذي ينبغي أن يفرد في العبادة دون ما سواه ، ومن خلال ذلك عرفنا وجود الله بأنه مستو على عرشه بائن من خلقه وعلمه بكل مكان ، وعرفنا وحدانيته وانفراده بالخلق والرزق قال تعالى : ] أَمَّنْ هَذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ بَلْ لَجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ [ (الملك:21) وعرفنا بما عرَّفنا به عن نفسه أن له أسماء حسنى وأن له صفات عليا ، علو ذات ، وعلو قدر وعلو قهر ، فهذه هي معرفة الله نتيجتها إفراده بالعبادة من دعوة وخوف ورجاء
وغير ذلك قال تعالى : ] وَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ [ (القصص:88) .
ثانياً : ( معرفة نبيه ) :
أي : معرفة النبي e بأنه رسول الله أرسله إلى الناس جميعاً ليخرجهم من الظلمات إلى النور .
هذه هي مقتضيات الإيمان التي يؤمن بها المسلم .
ثالثاً : ( معرفة دين الإسلام بالأدلة ) : أي : بأن تعرف بأن هذا حكمه واجب ودليله كذا ، وهذا حكمه محرم ودليله كذا ، وهذا حكمه مستحب ودليله كذا ، وهذا حكمه مكروه ودليله كذا ، وهذا حكمه مباح ودليله كذا ، ولهذا قالوا في أصول الفقه حينما عرفوا الفقه : هو معرفة الأحكام الشرعية من أدلتها التفصيلية .